كمال حسني.. المطرب الذي كاد يتـ.ـربع علي عـ.ـرش الغناء في مصر ..وتفاصيل الوقـ.ـيعة بينه وبين عبدالحليم دفـ.ـعته للهجـ.ـرة
على رغـ.ـم تمتعه بصوت عذ ب، وعلى رغـ.ـم نجـ.ـاحه في أول بطولة له، قـ.ـرر الإبتعـ.ـاد وهـ.ـجـ.ـر عالم السينما والشهـ.ـرة بعد فيلمه الوحـ.ـيد «ربيـ.ـع الحب» عام 1955، هكذا هو كمال حسني.
ولد كمال حسـ.ـني، عام 1929 وتخـ.ـرج من كلية التجارة، وعمـ.ـل موظفاً بالبنك الأهلي، وفي يوم2 أبريل عام 2005 وبعيدا عن الأنظـ.ـار والضـ.ـجة الإعلامية رحـ.ـل كمال حسني عن سـ.ـن76 عاما.
اسـ.ـمه الحقيقي كمال الدين محمد محمد، غير أنهـ.ـم اختاـ.ـروا له اسـ.ـم كمال حسني، على اسـ.ـم حسني الحـ.ـديدي، وقد أرا دت له الظـ.ـروف أن يكون منـ.ـافـ.ـسا للمطـ.ـرب عبد الحليم في أو ج شهـ.ـرته وعـ.ـز عـ.ـطائه، فقـ.ـرر الهجـ.ـرة إلى بريطانيا حتى لا يخـ.ـسر صد اقته مع العندليب الأسمـ.ـر، وبعد صـ.ـد مته لما رآه من أفعـ.ـال الوشـ.ـاة والحـ.ـاقـ.ـدين في الوسطين الفني والإعلامي.
بداية «حسـ.ـني» كانت مع الغناء من خـ.ـلال المدرسة الابتدائية في فـ.ـر قة الأناشـ.ـيد، وفي المـ.ـرحـ.ـلة الثانوية كان يغـ.ـني في حفلة المدرسة كل عام، حيث كان يقـ.ـلد عبد الوهاب وفـ.ـريد الأطرش حتى سمـ.ـع أن هناك مطـ.ـرباً جـ.ـديداً اسمه عبد الحليـ.ـم حافظ واقـ.ـترح عليه أصـ.ـدقاؤه الذهاب لسـ.ـماعه وذهب وكان حليم يغنـ.ـي على المسـ.ـرح العام، واسـ.ـتمع له من خلال أغنية «صا فيني مرة» وـ.ـ«لايق عليك الخال»، وأعجب كمال جداً بهذا الصوت الجديد، ولفـ.ـت نظـ.ـره شيـ.ـئان أولهـ.ـما أنه كان في سـ.ـنه تقريبا وثانيهـ.ـما أنه كان يؤ دي بطريقة جديدة غير مأ لوفة في الغناء.
وبدأ كمال حسنى ينجـ.ـذب إلى «حليم» من دون أن يشعـ.ـر، وأحـ.ـس أنه قـ.ـريب منه وبدأ في حفـ.ـظ أغانيه حتى ظهـ.ـرت أغنية «على قد الشوق»، وقـ.ـرر «كمال» أن يغنيها مقلـ.ـدا عبد الحليم، كما قـ.ـرر الغناء في «ركـ.ـن الهواة»، وعمـ.ـل بروـ.ـفـ.ـات عليها وتأجـ.ـل دوره كثيرا لأنه كان هناك عدد كبير من المطـ.ـربين المشاركين في ركـ.ـن الهواة حتى جاء ت أغنية «توبة»، فعمـ.ـل بروفات عليها وغنـ.ـاها في ركـ.ـن الهواة، وكان كل أمل الشاب الصغير وقـ.ـتها أن يسـ.ـمعه عبد الحليم حتى يسـ.ـعد بأن هناك من يحبه ويقـ.ـلده وأن يصل صوته لحليم.
ويقول الإعلامي سامي كمال الدين، إن أحد المذي عين الأذ كياء طـ.ـرأت على ذهنه فكـ.ـرة «خبيـ.ـثة»، فبعد أن أذ يعـ.ـت الأغنية أكثر من مـ.ـرة قرر المذيع أن يقوم بتـ.ـركيب الأغنية، بمعنـ.ـى أن يقوم بو ضع جزء من أغنية «تو بة» بصوت عبد الحليم حافظ ثم جـ.ـزء بصوت كمال حسـ.ـني، ثم طلب من المستمـ.ـعين التفـ.ـريق بين الصوتين، وكان الناس عـ.ـاجـ.ـزين تماما عن التمـ.ـييز بينهما. ومـ.ـر أسبوع وكان كمال حسني يعمـ.ـل محاسبا في أحـ.ـد البنوك الوطنية، حتى وجد رجلا يقول له لديك مقابلة في مكتب الإذاعي الكبير حسـ.ـني الحديدي والإذاعي علي فايق زغلول، دهـ.ـش لكنه ذهب إلى الإذاعة، وهناك وجد الكاتب الصحافي مو سى صبري، والملحن إبراهيم حسين الذين أخبـ.ـراه أن ماري كو يني تريد مقـ.ـابلته والاتـ.ـفاق معه على التمثيل، وأكد موسى صبري أنه سيكتب عنه.
ذهـ.ـب كمال حسني إلى مكتب ماري كويني في الاستوديو وطـ.ـر حت عليه بعض الأسئلة، عن إمكانية عمـ.ـله بالتمثيل، وكان معها السيـ.ـناريست محمد مصطفى سامي والمخـ.ـر ج إبراهيم عمارة وأحمد والي، وكانت تريد أن تو قع معه عقود ثلاثة أفلام، لكنه كان صغـ.ـيرا على التو قيع وقال لها إن خـ.ـاله هو الوصـ.ـي عليه لأن والده لـ.ـن يو افق على عمـ.ـله بالفن.
وذهب بعد ذلك وخاله لعمـ.ـل اختبار له وتو قيع العقد، ووقع عقـ.ـدا بفيلم واحد وعقـ.ـدا آخر بثلاثة أفلام، وبالفعل وقع العقـ.ـدين في وقت واحد، الارتبـ.ـاك أمام شـ.ـادية وبدأ بروفاـ.ـت التمثيل مع آمـ.ـال فريد ثم قـ.ـررت ماري بعدها بدء التصوير، لكنها قالت لكمال “أنت تحتاج إلى بطـ.ـلة قـ.ـوية تسـ.ـندك” وكانت هذه البطلة هي شادية، سمع كمال اسـ.ـم شادية وأصـ.ـيب بالخـ.ـوف والقـ.ـلق، فقد كانت نجـ.ـمة تمـ.ـلأ السـ.ـمـ.ـع والبـ.ـصـ.ـر سواء بتمـ.ـثيلها أم غنائها.
وبدأ تصوير أول فيلم له بعنوان «ربيع الحب»، وكان أول مشـ.ـهد في الفيلم لكمـ.ـال مع شادية في أغنية «لو سلمـ.ـتك قلبي واديـ.ـتلك مفتـ.ـاحه»، وكان هناك مغـ.ـاز لة وحـ.ـب في المشهد ارتبـ.ـك كمـ.ـال أكثر من مـ.ـرة وشعـ.ـرت شادية أنه يهـ.ـاب المـ.ـوقف، فقالت له: «أنت خـ.ـايف ليه، اعتبـ.ـرني واحـ.ـدة صاحبتك مالكش أصحـ.ـاب بنات»، فقال لها: «لي واحدة اسمها ليلى»، وبعد تصوير الفيلم جـ.ـاء حفل الافتتاح وحـ.ـضـ.ـر الجميع وأخـ.ـذ ته ماري كويني لحفل الافتتاح في سـ.ـوريا أيضا، وبدأ اسمـ.ـه يعـ.ـرف وبدأ موسى صـ.ـبري حمـ.ـلة مقالات تحت عنوان «المطرب القاد م الذي سـ.ـوف يتـ.ـر بع على قمـ.ـة الغناء».
لم يكـ.ـن كمال حسني قد قا بل عبد الحليم حافظ، وكان أول لقاء لهـ.ـما في نقابة الموسيقيين، حيث كان ذاهبا لعمـ.ـل بر وفة، وفوجـ.ـئ بعبد الحليم ينـ.ـادي عليه وهو يخـ.ـرج من النقابة، وكان على الناحية الأخرى من الـ.ـرصـ.ـيف فد هـ.ـش، فقد كان كل أمـ.ـله أن يسـ.ـعى هو للقائه، فإذا به يأـ.ـخذه بالحضـ.ـن أمام المواطنين ويسـ.ـلم عليه بود وقال له «عايز أشـ.ـوفك».
اللقاء الثاني الذي جمـ.ـع كمال حسـ.ـني وعبد الحليم كان من خلال برنامج إذاعي حيث جعـ.ـلت المذيعة عبد الحليم يغنـ.ـي جزءا من أغنية «غـ.ـالي علي» لكمال حسني، وجعـ.ـلت كمال حسني يغني جزءا من «تو بة»، وجاءت حمـ.ـلة إعلامية كبيرة قادها مو سى صبري وكانت بداية تعـ.ـكـ.ـير الجو بين كمال حسني وبين عبد الحليم حافظ وحـ.ـاول مو سى صبري أن يقول لحليم إن كمال يستطـ.ـيع أن يهـ.ـز عـ.ـر شه بل ويسـ.ـقطـ.ـه من فو قه، ومن هنا ضـ.ـاع كمال حسني، فبدلا من أن يقد م موسـ.ـى صـ.ـبري كمـ.ـال حـ.ـسنـ.ـي كوجه جديد قد مه كمنـ.ـافـ.ـس لعبد الحليم، وز اد الكلام في هذا الأمـ.ـر وبدأ الحـ.ـاقـ.ـدون يسعـ.ـون للو قيـ.ـعة بين كمال حسني وحليم.
ومـ.ـرض عبد الحليم فذهـ.ـب كمال حسني لزيـ.ـارته فاسـ.ـتقـ.ـبله عبد الحليم بتـ.ـرحـ.ـاب كبير جـ.ـدا وأجـ.ـلسه بجـ.ـواره على السـ.ـرير، ولكن كمال صـ.ـعق إذ وجد في الغـ.ـرفة مع عبد الحليم بعـ.ـض الحـ.ـاقـ.ـدين الذين كانوا يو شـ.ـون وينقـ.ـلون الكلام ويو قـ.ـعون بينه وبين عبد الحليم، وهم ذاتهـ.ـم من يعتبـ.ـرون أنفسهـ.ـم أقـ.ـرب الأصدقاء لحليم، وأد رك كمال حسني المؤا مـ.ـرة متأ خـ.ـرا، أد رك أن الذين كانوا يقولـ.ـون له إن عبد الحليم حافظ يحـ.ـاربه هـ.ـم أنفسهـ.ـم الذين يجلـ.ـسون بجوار عبد الحليم ولابد أنهم يقـ.ـولون له الكلام نفسه.
حـ.ـدث ذلك في أواخر الستينات من القرن الماضي، وعـ.ـرف كمال حسني أنه كان ضحـ.ـية خـ.ـداع وكذ ب فقرر الابتـ.ـعاد عن الوسط الفني تماما ورجـ.ـع إلى عمله في البنك، ولكنه لم يـ.ـعد قادرا على الوجود، وسـ.ـاءت حالته النـ.ـفسـ.ـية فقرر أن يتـ.ـرك مصر ويهـ.ـاجـ.ـر، وذهب إلى العاصمة البريطانية واستقـ.ـر بها بعد أن عمـ.ـل بالتجارة.
وقـ.ـرر عد م العودة إلى الفن حتى بعد رحـ.ـيل عبد الحليم حافظ بعد سفـ.ـره بما يقـ.ـرب من 8 سنوات، ليعود بعد ما يقـ.ـرب من 30 عاما في أواخـ.ـر التسـ.ـعـ.ـينات، ليس من أجـ.ـل العودة إلى الفـ.ـن، ولكن من أجل التجارة أيضا، مكـ.ـتفـ.ـيا بالقليل جـ.ـدا الذي قد مه، وأنه يعيش فقط من أجل ولديه وعـ.ـلاقته الطـ.ـيبة بهما، حيث يعيش أحدهـ.ـما في مصر والآخر في لندن، مكتفيا بتسجـ.ـيل بعض الأدعية الد ينية في رمـ.ـضـ.ـان، ليرحـ.ـل فنانا آخـ.ـر من الزمن الجميل.