أخبار الفن

قصة الأيـ ـام الأخـ ـيرة في حـ ـياة «الريس حنفي»: خـ ـانـ ـته زوجته وكان يتسـ ـوّل من أطفال الشـ ـارع ساندويتش

كان الفنان الكوميديان الراحل «عبدالفتاح القصري» ينتمي إلى عائلة غنية، والده كان يعمل بالصاغة، وعند*ما أحب القصري التمثيل وبدأ مسيرته.

أمــ.ــــــره والده بترك التمثيل وألا يحرمه من الميراث. أكمل الفنان مشواره الفنى، واستطاع أن يحافظ على مكانته وأن يتميز بدور الــــمعلم وابن البلد والفتوة.

وباتت تلك الشخصيات ماركة مسجلة باسم القصري. انتقل بها من فرقة مسرحية إلى أخرى ومن فيلم إلى غيره، حتى انضم إلى فرقة إسماعيل يس.

وتبدأ حياته تأخذ طابعًا دراميًا، بعد أن كان سببًا لرسم البسمات على الشاشة وخشبة المسرح.

كان القصري على المسرح يؤدي أمام إسماعيل يس مشهدًا معتادًا، وعندما همّ بالخروج من الديكور الجانبي اسودّت الدنيا في وجهه فجأة واكتشف الرجل أنه فقد بصره.

فأخذ يتحسس قطع الديكور وهو يصرخ: «أنا مش شايف.. أنا عميت»، وظن جمهور الصالة أن صر خاته جزء من نص المسرحية.

فزاد ضحكهم وتصفيقهم لـ«القصري»، ومع استمرار صر اخه، أدرك إسماعيل ياسين أخيرًا حقيقة وضع الرجل فأخذ بيده إلى الكواليس.

نتيجة بحث الصور عن القصري

انفــــ.ـــــجر «القصري» في البكاء، وهو يصيح: «مش شايف.. نظري راح يا ناس»، وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى، وهناك اكتشف الأطباء أن سبب فقدان «القصري» لنظره هو ارتفاع نسبة السكر بشكل كبير.

بعد 3 أشهر، عاد إليه بعض من بصره، لكنه دخل في صد&مة أخرى أشد قساوة، عند*ما تنكرت له زوجته الرابعة التي كانت تسبقه بسنوات عديدة وأرغمته على أن يطلقها ويوقع على تنازل لجميع ممتلكاته وثروته، بينما ذهبت لتتزوج من صبى البقال الذي كان يعامله القصرى على أنه ابنه لمدة 15 عامًا، وبعد تلك الواقعة التي لم يتحملها القصرى، أصـــ.ـــيب بالاكتئاب وأصبح رافضًا للحياة.

أقامت زوجته وصبي البقال في الشقة التي كان «القصري» يمتلكها، وأمام عينيه، دون أن يستطيع أن يحرك ساكنًا، بعد أن أفقدته الصد*مة عقله ودخل في دوامة الهذيان، فما كان من مطلقته إلا أن حبسته وقيّدت حركته في المنزل، وفقًا لـ«الأهرام».

نتيجة بحث الصور عن القصري

لم يجد «القصري» كرسيًا متحركًا يتجول به داخل الشقة بعد*ما كان يركب السيارات الفارهة، وبعد أن كان ينفق ببذخ، لم يجد ما يشتري به العلاج، ولجأ إلى نقابة الممثلين فمنحته معاشًا يمكنه من شراء الأدوية، وفقًا لصحيفة «السياسة» الكويتية.

وفي أول يوم من شهر رمضان، نشرت الصحف أنه م**ريض، فذهبت الفنانة ماري منيب، واصطحبت معها زميلتها الفنانة نجوى سالم، لزيارة صديق العمر في شقته، ونشرت جريدة «الجمهورية» تفاصيل الزيارة في 31 يناير 1963، حيث اكتشفت «ماري ونجوى»، ومعهما الكاتب الصحفي، محمد دوارة، هول المأساة.

الغريب أنه عند*ما ذهبت «ماري، ونجوى» للقاء «القصري»، ادعت إحدى صديقات مطلقته أن «القصري» غير متواجد في الشقة، ولم تسمح لهما السيدة بالدخول إلا بعد معاناة، وبعد أن أخفت مطلقة «القصري» نفسها، ظهرت وكانت قد أنجبت طفلًا من زوجها الجديد، لتقابل «ماري».

مدّعية أنها تعامل مطلقها أحسن معاملة، وبعد إلحاح وافقت السيدة أن تأتى بـ«القصري» للقاء زائريه، وعادت بعد ربع ساعة كاملة وهي تقود «القصري»، لتكشف «ماري ونجوى»، ومعهما «دوارة»، المأساة التي يعيش فيها «القصري»، وأنه فقد ذاكرته، كما لم يعد يرى إلا الضوء، وعند خروجهما أمسك بهما «القصري» حتى لا تتركاه وحيدًا، وفقًا لـ«الأهرام».

نتيجة بحث الصور عن القصري

في 24 يناير 1963، نشر محمد دوارة بصحيفة «الجمهورية» صورة مؤثرة لـ«القصري» وهو يمسك بأسياخ حديد شباك شقته الوا  قعة بالدور الأرضي، في حارة جانبية من حارات شارع النزهة المتفرع من شارع السكـــ.ــــــاكيني، بعد أن كان يعيش في فيلا بمصر الجديدة.

قررت «منيب» إدخال زميلها المستشفى على حسابها، وأسرعت بالاتصال بمستشفى «الدمرداش»، حتى تحجز له سريرًا هناك، وفقًا لصحيفة «الوفد».

وخلال فترة مرضه في مستشفى «الدمرداش»، لم يزره أحد من أصدقائه أو من الفنانين، سوى الفنان عبدالحليم حافظ، الذي لم يعمل مع «القصري» قط، ومحمد الكحلاوي، ومحمد رضا، ومحمود المليجي، بالإضافة إلى نجوى سالم، التي كانت لا تفارقه وتقسم معه لقمة عيشها، وفقًا لـ«الأهرام».

كان «القصري» يشكو جحود أقرب أصدقائه إسماعيل يس، ومحمود شكوكو، لأنهما لم يزوراه طوال فترة مرضه، حسبما قال الفنان محمد رضا، الذي زاره قبل رحيله مرتين، معترفًا في أكثر من حديث تليفزيوني بفضل «القصري» عليه، وأن «القصري» كان يبكي بمرارة كلما تذكر جحود أصدقائه وعدم زيارتهم له في محنته، وكذلك جحود زوجته واستيلائها على ممتلكاته وثروته وطرده من فيلته، وفقًا لـ«السياسة» الكويتية.

نتيجة بحث الصور عن القصري

لم تنته المأساة عند هذا الحد وتوالت النكبات، فبعد أن خرج من مستشفى «الدمرداش»، قررت البلدية إزالة منزله، أصيب «القصري» بالاكتئاب، بعدما هدمت الحكومة البيت الذي كان يسكن فيه، وتخلت عنه طليقته، وأرسلت إلى شقيقته لكي تأخذه يعيش معها، فأقام «القصري» بحجرة في «البدروم» تحت «بير السلم»، وأصــــــ.*يب بتصلب في الشرايين بسبب الفقر والبرد وعد*م الاهتمام، أثّر على مخه وأدى إلى إصا  بته بفقدان الذاكرة، وفقًا لـ«الأهرام».

بلغت درجة احتياجه أن شقيقته، التي كانت تقيم معه، من أجل توفير الدواء والطعام لشقيقها، قامت ببيع الشاي والسكر في قراطيس، وكان هذا النوع من الشراء والبيع معروفًا في المناطق الشعبية في مصر وقتها، وفقًا لـ«الأهرام».

لم تقتصر الحالة على هذا الوضع فحسب، بل بلغت، كما يقول البعض، لدرجة أن الرجل كان يطل من شباك مسكنه الفقير على الشارع، وإذا استمع إلى طفل أو شعر به في الشارع، فيسأله إن كان معه ساندويتش ويتوسل إليه أن يأخذه منه، وفقًا لـ«الأهرام».

في الساعة الـ9 من صباح الأحد 8 مارس 1964، توفي «القصري» في مستشفى «المبرة»، وفي مصادر أخرى مستشفى «المنيرة»، وكان عمره 59 عامًا، وبعد أيام من دخوله إليها لم تجد شقيقته بجوارها في جنازته سوى نجوى سالم، وصديقين له هما «قدري» الذي يعمل منجدًا، و«سعيد»، عسكري الشرطة، وفي الطريق إلى مدافن «باب النصر» توقفت السيارة لتلتقط رجلين آخرين (حلاق وترزي)، ليحمل الرجال الـ4 جثمان «القصري» ويشيعوه إلى مثواه الأخير.

نتيجة بحث الصور عن القصري

المصدر المصري اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى