قبل خمسين عامًا تقريبًا، قدّمت لنا السينما المـ,,ـصرية فيلمًا يُعتبر أحد أبرز الأعمال الفنية في تلك الحقبة، وهو “حكايتي مع الزمان”، الذي أُنتج عام 1973. الفيلم الذي استطاع أن يحتل مكانة خاصة في قلوب جمهور السينما العربية، كان من بطولة الفنانة الجـ,,ـزائرية وردة ورشدي أباظة. لكن من بين هؤلاء النجوم، كانت هناك فتاة شابة خـ,,ـطفت الأبصار وكانت تُدعى غادة جمال، والتي لعبت دور ابنة وردة في الفيلم، ونجحت بشكل لافـ,,ـت في تجسـ,,ـيد هذه الشخصية، لتكون واحدة من علامات ذلك الجيل الفني.#### انطـ,,ـلاقة غادة جمال في عالم السينما
عُرفت غادة جمال كوجه جديد في السينما المـ,,ـصرية، وكانت قد ظهرت بملامح جذابة وطلة مفعمة بالحيوية. وبفضل دورها في “حكايتي مع الزمان”، استطاعت أن تجذب انتباه الجمهور والنقاد على حد سواء. لم تكن مجرد ممثلة عابرة، بل أصبحت جزءًا من ذاكرة السينما المـ,,ـصرية في السبعينات، حيث كانت تشير إليها العديد من التوقعات بأنها ستكون لها مسيرة فنية مميزة في المستقبل.
لكن المفـ,,ـاجأة كانت في قرارها المفـ,,ـاجئ بالابتعاد عن الوسط الفني، فعلى الرغم من النجاح الذي حققته، اختارت غادة أن تتخلى عن الشهرة والنجومية من أجل بناء مستقبل مختلف تمامًا.
#### الابتعاد عن الفن والاختيار الذاتيبعد النجاح الذي حققته في فيلمها الأشهر، اتجهت غادة جمال إلى التعليم العالي، حيث قررت دراسة الهندسة. كانت تلك الخطوة بمثابة تحول جذري في حياتها، حيث ابتعدت عن الأضواء والصحافة، وأصبح تركيزها في مجالي الهندسة والعلوم التطبيقية. هذا الاختيار يعكس رغـ,,ـبتها في تطوير نفسها والاستثمار في مجال تعليمي يدعم طموحاتها الشخصية والمهنية بعيدًا عن الضغوط والالتزامات الفنية.
ولفترة طويلة، كانت غادة تجـ,,ـذب الأنظار فقط من خلال ذكراها في الأذهان كفتاة الشاشة الصغيرة، بينما كانت تواصل حياتها الأكاديمية والمهنية بهدوء.
#### العودة المفاجـ,,ـئة وتأثـ,,ـير الزمن
ومؤخـ,,ـراً، فاجأت غادة جمال جمهورها بظهورها بعد غياب طويل، حيث زادت التساؤلات حول شكلها الحالي وملامحها بعد مرور كل هذه السنين. مع انقـ,,ـطاعها الطويل عن الوسط الفني، كانت التغـ,,ـيرات التي حدثت عليها موضوعًا للجـ,,ـدل والفضول. تدور الأحاديث حول شكلها الجديد وكيف أثّـ,,ـر الزمن عليها، وهل لا تزال تحتفظ بملامحها الجمالية التي عرفت بها أم واجهت تغييرات جذرية؟
اعتمدت غادة على تجديد مظهرها بشكل يناسب العصر الحالي، فقد أظهرت بعض الصور التي تسربت على صفحات التواصل الاجتماعي تغييرات ملحوظة في تسريحة شعرها ونمط ملابسها، مما جعل البعض يشير إلى تأثيـ,,ـر الوقت بأسلوب إيجابي. يبدو أنها ليست مجرد عودة عابرة بل هي تجديد لأنـ,,ـوثتها، مما يعكس تطورها كشخصية وامرأة.
#### غادة جمال اليوم: المهندسة والفنانة السابقة
العودة التي أحدثت ضـ,,ـجة لم تكن مجرد عودة فنية، بل كانت ليشهد الجمهور تحول غادة من فنانة إلى مهندسة. هذه التغيرات تعكس محورًا مهمًا في حياتها، حيث استطاعت أن توازن بين شغفها وقدراتها الأكاديمية. مما لا شك فيه أن هذه الرحلة كانت تجربة غنية علميًا وفنيًا.#### خاتمة
قصّة غادة جمال تعكس مشهدًا إنسانيًا عن الأفراد الذين يعيدون تعريف مسارات حياتهم في ظل التغيرات الزمنية والمهنية. ورغم ابتعادها عن الفن، إلا أن ذلك لم ينقص من قيمة مسيرتها الفنية وإنما أضاف لها عمقًا وتنوعًا. اليوم، يمكن لغادة أن تُعد نموذجًا يحتذى به، للشخصيات التي ترغب في تحقيق أحلامها مهما كانت مساراتها التنموية.
هل سنشهد غادة جمال في أعمال فنية جديدة أم أن الهندسة ستظل محور حياتها؟ الأيام القادمة ستحمل لنا الإجابة.