
تحية كاريوكا لا تجامل
عبد الوهاب، لم أكن احبه، وقلت له هذا الكلام اثناء تصوير فيلم من إنتاجه”بلد المحبوب”، وكان معي ابن اخته” سعد” وكنت احبه جدًا، وكان عبد الوهاب له أغنية اسمها”قالوا السمار احلى واللا البياض احلى” وجاءني وقال: انا عامل لك الغنوة دي وراح حاطط إيده على رجلي، قلت له: شيل إيدك، أنا مش مغنية ومش هأغني الأغنية، عندك سعاد مكاوي،وكانت مشتركة معنا في الفيلم، فقولت له: خليها تغنيها هي.
“لما لمسني الراجل عبد الوهاب ده حسيت، ان فيه غرض عنده، ويمها قال علىّ إني شرسة جدًا، أما محمود الشريف انا غنيت من الحانه في لعبة الست، وجه وحفظني على العود فحفظت، ولما رحت أسجلها لقيت الأوركسترا قلت له: لا أنا غنيت خلاص قالوا لي إحنا هانغني معاك، نجيب الريحاني، وعبد الفتاح القصري وماري منيب، لولا كدا مكنتش قلت ولا كلمة أخاف طبعًا، وغنيت ياخارجة من باب الحمام”.
كنت انصح”عبد الحليم”، و أقول له “متعاديش اللى أعلى منك، واذا عاديته يبقى بوضوح ولما يكون عمل غلط كبير في حقك مش تروح تعمل زي النسوان اللي بيسمعوا كلام الرغي”، لكنه كان يقول لي: حاضر، وبعدها يفعل مواقف أخرى مغايرة لما نصحته.
لكنه لم يضايقني أنا شخصيًا في أي شىء ابدًا، وفي احد الايام كان مسافرًا، اتى الى منزلي في الثانية والنصف فجرًا، وانا كنت احبه جدًا”كان يتيم وبيصعب علي”، وقتها قال لي : “انا مسافر إدعيلي”، ومن بعدها لم اراه مرة أخرى “وده حز في نفسيتي جدًا” وتمنيت “انه مكان شجه اصلا ولا شفته يومها”.
اما الكلام الذي كان يدور حول زواجي من “محرم فؤاد”، غير صحيح، انا وقتها كنت متزوجة من الدكتور حسن حسني، هل كان يعقل انني ” سأتزوج اثنين”، والذي نشر هذه الحكاية “أنيس منصور” لأني ” كنت شاتماه” فقال أني تزوجت “محرم فؤاد” وزوجي ذهب الى الاهرام واحتج على هذا الكلام الغير حقيقي .
و”محرم فؤاد” لم يكن صديقي، انا كنت اساعده فقط، واقول له رأيي بصراحة، لكن كنت اقول له “الاغنية دي وحشة، يروح يعملها، يعني حد يعمل مثلًا “حسن ونعيمة” وينجح كل هذا النجاح، و”بعد كده يتنيل”، إلا اذا كان لا يفكر اصلًا.
انا ضربت “فايزة أحمد” بالقلم فعلًا، كنا وقتها في أيام الوحدة مع سوريا، ويومها رفعوا الرئيس جمال عبد الناصر بالعربية الكاديلاك وهو بداخلها في سوريا من حبهم له، كان وديع الصافي وصباح وشادية وعبد الحليم في إحدى الحفلات، فقالت “فايزة”: أطلع الأول، قلت:لأ ، فقالت: أنا هون في بلدي، فشتمتها، وصوتنا علا يومها وكان معنا الدكتور عبد الحاتم قادر وقال لي:”تحية صوتك واصل وعالي فايزة زعلتك؟ قلت له: محدش يقدر يزعلني غير الريس بتاعنا.، فانبسط قوي.
لا انكر ان فايزة أحمد كان صوتها ملائكي لكن “مخها مخ عصافير، يعني هي وفيروز والصافي ناس كويسين”، وعندما سألوني عن المطربين المصريين في قناة المستقبل، قلت : بعد الحليم حافظ مفيش حد، وعشان اثبتلكم اهو مات بقاله كام سنة، لكن لسه بيطلع الأول، على الحجار صوته كويس، ومحمد الحلو صوته ضاع، أول ما طلع قولت الولد ده صوته جميل جدًا ورايق، لكن دول مبيحافظوش على نفسهم، عبد الحليم عرف يحافظ على نفسه مع انه كان عيان، عبد الحليم مكانش يدخن ولا يسهر، ولا سجارة، ولا كاس، ولا زفت.
أما فريد الأطرش، كان يلعب فقط، لكنه كان يحافظ على صوته جدًا، وأنا طول عمري كنت أقول أنه من أحسن المطربين اللى جم عندنا، “يعني اللى بيجولنا هنا ننضفهم وبعدين يشتمونا، ده مره الريس جمال كان باعتنا مدغشقر، كنا موجودين كلنا، وطلعت الست صباح طلب منها الجمهور تغني مصري قالت: انا لبنانية مش مصرية، مسكتها يومها وقلت لها: الحق على المصريين، ده انتي ولا مطربة ولا شكل ولا موضوع، وهما هناك مش بيحبوها اصلًا، شوف مثلا نور الهدى جت محترمة وعملت فيلم ومشيت محترمة”.
وعندما سألوني في قناة المستقبل عن الأغاني التي استمع لها، قلت لهم: غير عبد الحليم وأم كلثوم مبسمعش حد، انا قولت الحقيقة وكلمة الحق.
المصدر روز اليوسف