الفنانة هناء ثروت تعتبر واحدة من الأسماء التي لم تحتل الصدارة في الإعلام المصري، ولكن تأثيرها خلف الكواليس يعد من الأمور التي لا يمكن تجاهلها. شائعات كثيرة تراقبت مسيرتها الفنية، ولكنها دومًا كانت تراها من منظور مختلف، وكأنها تتنفس الفن بطريقة غير تقليدية
نشأة هناء ثروت
اسمها الحقيقي هو هناء عبد الخالق ثروت، ولدت في عائلة مبدعة، حيث كانت والدتها تسعى لتسميتها “هناء الصافي”، في إشارة لأخت الفنان الكبير وديع الصافي. انتقلت هناء إلى الوسط الفني وكان قد تم اختيار اسم “نورا” لتستخدمه كاسم فني على يد أحد المخرجين، إلا أن توقف العمل المرتبط به أعادها للاسم الذي شهدت به نشأتها.
التحول في مسيرتهاعلى الرغم من أنها ظهرت في عدد من الأعمال، إلا أن قرارها بزيارة شخصية معروفة كان نقطة تحول في حياتها. بعد الزيارة، أعلنت هناء نيتها الاعتزال، موضحة أن الأدوار التي تعرض عليها ليست في مستوى القيم والأخلاقيات التي تود أن تمثلها. كانت في تلك الفترة متزوجة من الفنان محمد العربي ولديها منه ثلاثة أطفال، مما جعلها تشعر بعبء المسؤولية تجاه الصورة التي تريد أن تتركها.
الأسباب وراء الاعتزال والزيارة الغريبة
الحكاية التي تدور حول تلك الزيارة الغريبة تتعلق بالشخصية التي قابلتها، إذ قيل إنها تلقت نصيحة من هذا الشخص جعلتها تعيد تقييم خياراتها الفنية. كانت هناء تبحث عن دور يتماشى مع قيمها، ولكنها لم تجد شيئًا يناسب مبادئها، الأمر الذي قادها للاعتزال. وهذا الأمر كان له تأثير كبير على حياتها الشخصية والمهني
تأثيرها على زملائها
موقف هناء كان له تأثير أيضاً على زميلاتها في الوسط الفني، إذ تتبع ذلك اعتزال مجموعة من الفنانات ممن تأثرتن بقيمها ومبادئها، وتلك خطوة جعلت الكثيرات يعيدن النظر في خياراتهن الفنية. تشير بعض المصادر إلى أن بعض الفنانات قد بعنّ أدوارًا شهيرة لمجرد أنهن أرادوا أن يكنّ في صف القيم الأخلاقية التي تمثلها.
حكاية محل الحلويات
محل الحلويات الذي أسسه محمد العربي كان له دور في دعم الأسرة، وكان يعتبر رمزًا للاستقرار. ومع الاعتزال، اتجهت هناء إلى التفرغ لعائلتها وتربية أطفالها، مما أضاف المزيد من السعادة والفرحة إلى حياتهم. كان هذا الزواج مثالياً في عيون البعض، ولكنه كان يعتمد أيضًا على كيفية توزيع الأدوار في عالم مليء بالتحديات.
ما بعد اعتزالها
،لم تختف هناء ثروت فقط عن الواجهة الإعلامية، ولكنها أصبحت تمثل نموذجًا للأم الحقيقية التي تسعى لحماية أبنائها من صعوبات الوسط الفني. كانت تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، تشارك جمهورها بعض اللحظات اليومية، مما جعلها تحتفظ بقاعدة جماهيرية صغيرة ولكن مخلصة.
لعل أهم ما يمكن أن تتركه لنا هناء ثروت هو الدرس حول أهمية المشاعر والأخلاق في عالم الفن. فهي أثبتت أن النجاح ليس محسومًا بالأشهر، بل بالقيم والمبادئ التي نتمسك بها، ويبدو أن هذا ما يجعلها واحدة من الشخصيات البارزة التي أثرت في مشهدنا الفني رغم كونها على الهامش.
خاتمة
تبقى قصة هناء ثروت مصدر إلهام للعديد من الفنانين والصناعيين في مجال الفن. مزيج من الشجاعة لحماية القيم والحفاظ على الأسرة جعل منها نموذجًا يحتذى به. فالعالم يحتاج إلى أناس قادرين على اتخاذ قرارات صعبة ترجع بالنفع على المجتمعات، وليس فقط على حياتهم الفردية.