دور الحسـ ـد فى تأخـ ـر نجومية صلاح منصور 15 عاما.. وأسـ ـرار تسـ ـبب أدائه التمثيلى فى محـ ـاولة قتـ ـله ودور السادات فى مآ سي مـ ـوت نجليه.. وكواليس اخفـ ـائه إخـ ـلاصه خلـ ـف وجه الشـ ـرير
نشأة صلاح منصور.. ومـ ـسيرته الفنية
ولد صلاح منصور في 17 مارس عام 1923 بشـ ـبين القـ ـناطر، عمل مـ ـحررا صحفيا في مجلة روز اليو سف في عام 1940.
نافـ ـس الصـ ـحافة حبه للفن، فلم يوا صل مسيرته في الصـ ـحافة.
والتحق بمعهد الفنون المـ ـسرحية، وكان أحد أفـ ـراد أول دفـ ـعته، الذين شـ ـاركوه في أعمال عد يدة لاحقة.
أبرزهـــ.ــم فريد شوقي وشـ ـكري سرحان وحمدي غـ ـيث وغيرهــــ.ـــم من الو جوه التي لم يستـ ـطع الجمهور نسيانها.
المسرح .. ودوره فى نجومية صلاح منصور على يد زكى طليمات
عشق صلاح منصور المسرح منذ صغره عشقا طاغيا؛ إذ لم يستطع الابتعاد عن خشبة المسرح منذ عرفها في مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية؛ حين اضــ.ــــطرت الأسرة للمغادرة إليها بسبب ظروف عمل والده الذي كان يعمل مفتشا بوزارة المعارف.
كانت الوزارة –آنذاك- تولي المسرح المدرسي أهمية كبيرة لدرجة أنها أسندت مسئولية النشاط المسرحي بالمدارس للفنان الكبير زكي طليمات، وكانت أمارات النبوغ الخطابي قد ظهرت على صلا منصور مبكرا مما دفع الأب للتفكير بإلحاق ابنه بكلية الحقوق.
التي كانت الطريق الأسرع لتولي المناصب؛ لذلك رفض الوالد بصر امة التحاق صلاح منصور بفريق التمثيل بالمدرسة، لكن رفضه لم يصمد طويلا بعد أن علم من ناظر المدرسة أن موهبة صلاح التمثيلية لا نظير لها.
وأن أداءه على مسرح المدرسة يأخذ بالألباب. كانت الأم تشجع ابنها على التمثيل منذ اكتشفت موهبته وهو بعد في الرابعة من عمره، حين كان يبرع في تقليد جارة لهم دائمة الشجار مع زوجها بسبب النفقات .
في العام 1939، وأثناء زيارة إمبراطور إيران لمصر لمصاهرة الأسرة العلوية؛ طُلب من زكي طليمات تقديم عمل مسرحي عن العلاقات المصرية الإيرانية عبر التاريخ، اختار طليمات فريقا من طلبة المدارس الثانوية ولم يقع الاختيار على صلاح منصور لعد م تواجده في ذلك اليوم بالمدرسة.
لكنه عند ما علم ذهب لـ طليمات في المسرح الذي كانت تقام فيه البروفات؛ فعرفه وأسند إليه دور الزمان أو راوية التاريخ الذي ظهر في ثياب شيخ مسن، طويل اللحية غزير الشعر. كان أداء “منصور” مذهلا، ما جعل وزير المعارف –آنذاك- الدكتور محمد حسين باشا هيكل يطلب لقاءه، ويطلب من “طليمات” رفع مذكرة لإرسال صلاح منصور في بعثة إلى الخارج لدراسة المسرح، لكن إقالة الحكو مة بعد أيام ذهبت بذلك الحلم الجميل أدراج الرياح.
صلاح منصور يرفض الصحافة من اجل التمثيل
بعد أن أتم صلاح منصور تعليمه الثانوي طلب منه زكي طليمات الحضور للقاهرة والعمل كمحرر صحفي بمجلة “روزاليوسف” التي كانت تصدرها السيدة فاطمة اليوسف التي كان متزوجا منها وقتئذ، وبالفعل عمل منصور لبعض الوقت بالمجلة، واجرى حوارا مع المطربة ” أسمهان” لكن العمل الصحفي لم يستهوهه، فغادره والتحق بمعهد التمثيل.
الصدفة ودور توفيق الدقن فى عودة صلاح منصور لـ الأضواء بعد 15 عاما من المعـ ـاناة
مــــ.ــــرت خمسة عشر عاما على تخرج منصور من معهد التمثيل، وما زالت أبواب الشهرة شبه مغلقة في وجهه؛ وكأن ال حسد حال بينه وبين النجومية خاصة في السينما؛ إذ أنه بعد إنجازه الإذاعي أسس فرقة المسرح الحر مع زميليه توفيق الدقن وعبد المنعم مدبولي.
وقد مت الفرقة عدة عروض جيدة مثل “عبد السلام أفندي” وكان منصور يخرج تلك العروض ولا يشارك بالتمثيل إلى أن اضطر لأداء دور الأستاذ رجائي في مسرحية “الناس اللي تحت” الذي كان يؤديه “الدقن” الذي انتقل بشكل مفاجئ إلى المسرح القومي.
كان أداء صلاح عظيما لدرجة أنه أحدث ضـــ.ــــــجة في الوسط الفني، وانهالت العروض السينمائية عليه مما أصـــ.ــــــابه بالدهشة حتى قال: سبحان الله.. عشت في الوسط الفني كل هذه السنوات ولم يكتشفوا عبقريتي إلا الآن.. إنه لأمر محير.
دور العمدة عتمان فى نجومية صلاح منصور وإشادة بطل أحدب نوتردام العالمى بأدائه التمثيلى
ولعل أهم الأدوار التي قَد مها الفنان الراحل صلاح منصور في مسيرته الفنية، كان دوره في فيلم “الزوجة الثانية” واشتهر بعدها باسم العُمدة نسباً إلي اسمه في الفيلم “العمدة عتمان”، بالإضافة إلي أدواره في أفلام أدهم الشرقاوي، غرام وانتقام، قنديل أم هاشم، شفيقة القبطية وغيرهم.
قال عنه الممثل البريطاني الشهير تشارلز لوتون الذى ادى دور الاحدب فى رائعة فيكتور هوجو “أحدب نوتردام” ، عندما عرض فيلم مع الذكريات في لندن عام 1962الذى كان يؤدى فيه صلاح منصور دور الاحدب المجنون، بعدما صافحه: لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًا لكنت أسلمت له الشعلة من بعدي.
احترافية صلاح منصور للأداء التمثيلى وتسببها فى محاولة قــــ.ــــــتله
تعد ى الجمهور فى اليمن بالضرب على صلاح منصور من شدة احتر افيته في تجسيد دور الطا غية الوحــــ. ــــشي الإمام بن يحيى، في فيلم «ثورة اليمن»، عام 1966، وذلك اثناء تصويره بعض المشاهد فى شوراع اليمن بل ان الامــــ.ــــر وصل إلى محاولة الجمهور قــــ.ـــــتله معتبرين أن الطا غية عاد من جديد، ولم ينجه من ايد يهم سوى الامن اليمنى الذى كان يرافقه اثناء التصوير .
دور صلاح منصور فى اكتشاف يحيى الفخرانى وتقديمه للجمهور
لم يعتذر صلاح منصور عن أى دور بعد الموافقة عليه، حيث كان يستعد لبطولة مسرحية بكالوريوس فى حكم الشعوب أمام نور الشريف، وبالفعل أجرى بروفات لمدة شهرين، ثم شعر أن صحته لن تجعله يعطى الدور حقه من الإجادة والإتقان، كما اعتاد طوال عمره، فاعتذر عن تقديم الدور، ثم رشح الفنان الشاب حينها يحيى الفخرانى لأداء دوره.
شارك الفنان صلاح منصور خلال مشواره الفني في 60 فيلمًا واختيرت ستة أفلام منها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي :”بداية ونهاية ، البوسطجي، الزوجة الثانية ،العصفور والأربعين، و”المستحيل” ، و”قنديل أم هاشم” .
مآ سى فى حياة صلاح منصور بعد فـ ـقد نجليه بطلها الرئيس انور السادات
كان صلاح منصور بطل قصة درامية حقيقية عاشها بنفسه وذاق مرارتها، وذلك عند ما مــــ.ـــرض ابنه الأصغر هشام، والذي كان يحتاج لإجراء جرا حة عاجلة بالعاصمة البريطانية لندن، ومن المؤكد أنها ستتكلف الكثير مما لا يملكه بالطبع الفنان المصري. وبعد روتين بيروقراطي سافر مع ابنه إلى لندن على نفقة الدولة، وبقيا هناك فترة طويلة لإجراء بعض الفحوصات اللازمة قبل الجرا حة، فاحتاج منصور إلى تجديد طلب العلاج على نفقة الدولة، ومدّ فترة بقائه لثلاثة أشهر أخرى.
وفي تلك الأوقات تصادف زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للعاصمة البريطانية، والتقى هناك الجالية المصرية في السفارة، فطلب منه منصور مد فترة علاج ابنه ووافق السادات «شفاهة» وبلا تردد ونادي على أحد مرافقيه ليقوم بتنفيذ الأمر، إلا أنه اعترض بطريقته الجذ ابة المرحة.
وطلب من الرئيس أن يوقّع على الورقة التي قد مها له قائلًا: “عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمي.. لا أحد يعرف أحدًا”، فابتسم السادات وأدرك ما يرمي إليه ووقع على الطلب، إلا أن هشام صلاح منصور تُوفي بعد إجراء الجرا حة مباشرةً، وظل هذا الحاد ث عالقًا بذكرى الفنان القدير حتى رحيله بعد ثلاث سنوات فقط من وفاة ابنه في 19 يناير عام 1979.
كان صلاح منصور على موعد اخر الرئيس المصرى أنور السادات فى موقف مشابه ومأساه أخرى عاشاها صلاح منصور ، عند ما شارك ابن صلاح منصور فى حرب 73 وعندما جاءه خبر استشهاده وزع حلويات علي جيرانه والمارة في شارع منزله الرئيس السادات وبكي في حضنه وتبرع بمكافأة ومعاش ابنه الشهيد لتســــ.ــــليح الجيش المصري حتى رحل عام 1979.
الوجه الاخر لـ صلاح منصور فى الإخلاص الزوجى
اشتهر الفنان صلاح منصورعلى شاشة السينما بدور الشرير المتعدد العلاقات النسائية، ولكنه الحقيقة لم يكن كذلك على الإطلاق؛ حيث تزوج لمــــ. ــــرة واحدة فقط، أحب خلالها زوجته بإخلاص شديد، حتى رحيله.
بداية قصة زواج صلاح منصور تعود إلى لقائه في شبابه بفتاة أرمينية تُدعى أليس يعقوب، تعرف إليها بالصدفة عند ما وجدها على شقة شاب جاره فحاول التقرب منها ومراودتها، فغضبت منه بشدة حتى صفـــ.ـــعته، فتعلق بها أكثر عندما علم أن جاره الشاب هو شقيقها.
فأعجب بها وتزوجا بعد أن أشهرت إسلامها وقد اختار لها اسم والدته السيدة رقية نظمي، وشهد على العقد الفنان شكري سرحان وشقيقه، و تم الزواج في 9 أكتوبر عام 1950، واستمر الزواج السعيد ما يقرب من 40 عامًا كاملة ولم يحب أو يتزوج أي إنسانة أخرى غيرها.
أصا ب زوجة صلاح منصور الم،رض وظلت مريضة لسنوات طويلة لم تكن تترك الفراش، وألحت عليه في الزواج من أخرى، إلا أنه كان يرفض بشدة؛ لكونها الحب الوحيد في حياته ولازمها في رحلة مـــ. ـــــــرضها حتى توفيت عام 1989، فدخل بعد وفاتها في حالة اكت ئاب شدي د، حاول أن يخرج منها بالعمل في الأفلام، إلا أن حالة الحـــ.ــــزن تغلبت عليه ومكث بالمستشفى حتى وافته المــ.ــنية بعد عامين من وفاة زوجته.
جوائز وتكريمات فى حياة صلاح منصور
حصل صلاح منصـ ـور، على عدة جوائز خلال مسـ ـيرته الفنية.
منها جائزة أحسـ ـن ممثل مصرى إذاعى عام 1954 فى مسـ ـابقة نظمتها إذاعة صوت العـ ـرب.
وفى عام 1963 فاز بجـ ـائزة السينما عن دوره فى فيـ ـلم “لن أعـ ـترف” .
بالإضـ ـافة لجـ ـائزة أفضل دور ثانى فى فيلم “الـ ـشيطان الصغير”.
كما حصـ ـل عام 1966 حصل على وسام العلـ ـوم والفنون من الطـ ـبقة الأولى خلال الاحتفـ ـالات بعـ ـيد الفن.
المصدر صدر البلد