قصة سيدة تجـ.ـردت من ملابسها تضـ.ـحية لشعبها: الكل غـ.ـض بصره إلا واحد أصــ.ـــابه «انتـ.ـقام الـ.ـرب»
مناقشة حا مية بين امــــ.ــرأة وزوجها، لم يكن الرجل عادي ولم تكن هي الأخرى مثل باقي النساء، كان الرجل يعمل حا رسًا لملك دولة عظمى.
قاـ ـسيًا ومكـ ـروهًا، وكانت هي النقيـ ـض تمامًا، حنونة وعطوفة ومحبوبة بين شعب مدينتها، عشقتهم وعشقوها، وكان عشقها هذا محور المناقشة.
زوجها يفرض الضـ ـرائب على شعبه، وجيوبهم تأن ولا يسمعها أحد غيرها، تلك السيدة الخجولة المتواضعة الرزينة.
تطلب من زوجها أن يحنو على شعبه ولو مرة، ليوافق أخيرًا لكنه يضع شرطًا لتنفيذ وعده، سيكون عليها أن تقم بتضحية كبيرة وكبيرة جدًا.
أن تتخلى عن صورتها الرزينة التي حببت فيها الشعب أن تخلع عنها عباءة الخجل، سيكون على السيدة المحبوبة أن تمتطي حصانها وتسير وسط شعبها عارية.. تمامًا.
إنها حكاية السيدة جوديفا وزوجها لوفريك، التي ضربت أمثلة في التضحية والاحترام، بل والفسق أيضًا، كما رواها موقع قناة History الأمريكية،
الزمن، القرن الحادي عشر، الشمس تشرق على مدينة كوفنتري الإنجليزية، وليوفريك الظالم لا يزال يفرض الضرائب الظالمة على سكان المدينة، الشيء الذي لم يكن محببًا لزوجته جوديفا، لتطلب جوديفا من زوجها، أحد أقوى رجال إنجلترا في ذلك التوقيت.
مرارًا وتكرارًا أن يخفض تلك الضرائب، حتى فاض الكيل بزوجها ليوافق على طلبها مشترطًا أن تسير عارية على ظهر جواد في وسط المدينة مقابل التنفيذ، حتى يكرهها الشعب كما يكرهه.
ربما لم يتوقع حارس الملك أن تنفذ زوجة ليوفريك ما أمرت به لخجلها، ربما أراد زوجها أن يكون الطلب تعجيزيًا، إلا أن شعور السيدة بظلم الملك لشعبه جعلها تتجرد من ملابسها وتمتطي ظهر حصانها وتنفذ ما طلبه منها زوجها معتمدة على شعرها الطويل جدًا لتغطية جسدها.
لكن رد فعل سكان المدينة كان غير متوقعًا، حتى لـ ليوفريك نفسه، فبدلًا من إحراج زوجته، دخل كل سكان المدينة إلى بيوتهم وأسدلوا الستائر، فيما تقول بعض المصادر التاريخية إنها هي من طلبت منهم ذلك بشكل سري.
احترام الشعب لتضحية السيدة النبيلة لم يكن خاليًا من الاستثنائات، فبينهم كان رجل صار لاحقًا رمزًا للفسوق، رجل كان يدعى «توم»، يعمل خياطًا.
لم يستطع أن يقاوم إغراء النظر إلى جسد سيدته، لكن فعلته لم تمر مرور الكرام، لأنه أصيب بالعمى في لحظتها، ما اعتبره البعض عقابًا إلهيًا له على فعله، ليشتهر في أوساط المدينة بـPeeping Tom، أو «توم مختلس النظر» ليصبح رمزًا للفسق.
ومع تنفيذ جوديفا للشرط، طالبت زوجها بتنفيذ وعده، وبالفعل خفض ليوفريك الضرائب على سكان كوفنتري.
القصة التي تناولها كثير من المؤرخين، يعتبرها البعض مجرد أسطورة للتضحية لا تمت للواقع بصلة، رغم تأكيد البعض على تواجد السيدة النبيلة جوديفا في القرن الحادي عشر بالفعل، كإحدى النساء القليلات اللاتي امتلكن أراضٍ في ذلك التوقيت.
ومن بين المشككين في صحة القصة البروفيسير دانيل دونوج، المتخصص في الأدب الإنجليزي والأمريكي، الذي قال في حديث لمجلة «هارفارد»: «القصة استندت إلى امرأة حقيقية عاشت في كوفنتري في الفترة الأخيرة من القرن الحادي عشر وكانت متزوجة لأحد أكثر رجال إنجلترا نفوذًا، لكن المؤرخين المعاصرين لم يعتبروا جوديفا ذات أهمية تذكر، فقليل كتب عنها في عصرها، وبالكاد ذكر أنها زوجة رجل مشهور».
وأضاف البروفيسير الأمريكي: «بعد قرنين من وفاتها، أدخل المؤرخين في دير بينديكتين في سانت ألبانز القصة في تاريخهم اللاتيني، وهنا ولدت أسطورة جوديفا، ولا يعرف أحد بالتحديد لماذا اخترعت هذه القصة ولماذا ارتبطت باسمها هي تحديدًا، لكنها عملت كأسطورة محلية لمدينة كوفنتري».
ربما تكون القصة حقيقية وربما تكون من وحي الخيال، إلا أنها تبقى خالدة في لوحات لفنانين كثر، ربما أشهرها تلك التي تبقى حتى يومنا هذا في متحف The Harbert بمدينة كوفنتري، والتي رسمها الفنان جون كوليير، عام 1897، كذلك يوجد تمثال في نفس المتحف يوثق للحظة ذاتها، بجانب رسومات وتماثيل أخرى كثيرة في أماكن أخرى.
المصدر المصري اليوم