أبرز هـ.ـــم إسماعيل ياسين وجميل راتب وحمادة هلال.. حكايات مثيرة عن فنانين تحولوا من ”صبي قهوجي” إلى مشاهير
ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك نجوم عانوا في حياتهم وعاشوا حياة التشـ.ــــرد والضياع قبل الوصول إلى الشهرة وتحقيق أحلامهــ.ـم، وذلك بسبب ظروفهم المادية التي لا تتناسب مع التجارب الحياتية القا سية واضـ.ـــطر العديد من الفنانين للعمل بمهن بسيطة وكان أبرزها مهنة “صبي القهوجي” لأنها لا تتطلب معرفة أو خبرات ليحققوا معيشة مناسبة وجزء بسيط من الراحة رافعين شعار “أكل العيش م.ـر”.
“الموجز” يرصد من خلال هذا التقرير أبرز الفنانين الذين بدأوا حياتهم بالعمل داخل المقاهي وارتدوا عباءة “صبي القهوجي”: ـ
ولد إسماعيل ياسين لصائغ ميسور الحال بمدينة السويس، وتعلم بأحد الكتاتيب، ثم انتقل الى المرحلة الإبتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي، إلا أن محل الصاغة الخاص بوالده أفلس ودخل والده الســ.ـجـــ.ـــن لتراكم الديون عليه ومن هنا بدأت رحلته الشاقة مع الحياة.
اضطر صانع الكوميديا إسماعيل ياسين وهو في السابعة عشرة من عمره السفر إلى القاهرة وكان ذلك مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، وهناك عمل صبي قهوجي في المقاهى بشارع محمد علي، وأقام بالفنادق الشعبية الرخيصة الصغيرة، ثم عمل مع الأسطى “نوسة” أشهر راقصات الأفراح الشعبية وقتها ولكن هذا العمل أيضاً لم يوفر له ما يكفيه فتركها ليعمل وكيلاً في مكتب أحد المحامين، ثم دخل الفن بعدها من باب ملهى “بديعة مصابني” وأصبح أحد أبرز نجوم فن المونولوج، وكان يتلقى من الإذاعة 4 جنيهات مقابل كل مونولوج ودخل السينما عام 1939 من خلال فيلم “خلف الحبايب” ومن بعدها أصبح الممثل الكوميدي الشهير.
واجه الفنان حمادة هلال مجموعة كبيرة من الأز مات كان أصعبها على الإطلاق في مرحلة طفولته، حيث ولد في محافظة الشرقية لعائلة بسيطة الحال ثم انتقل للعيش في القاهرة بمنطقة الزاوية الحمراء، اضطرته ظروف الحياة إلى النزول إلى سوق العمل بسن مبكرة فعمل صبي قهوة وعمل أيضاً بالنجارة كل هذا ولم يكمل العاشرة من عمــ.ــره.
اكتشف أقاربه موهبته الفنية وجمال صوته فبدأ مشواره الغنائي من خلال الغناء في الأفراح والموالد الشعبية في جميع أنحاء محافظات مصر، وفي عام 2003 حصل على جائزة سفير الشباب من وزارة الشباب والرياضة بحضور الوزير لغنائه في العديد من الحفلات التي ضمت تجمعات شبابية وصلت 70 ألف شاب في إحدى الحفلات حتى أصبح أحد أبرز نجوم الغناء في مصر والوطن العربي.
أما الفنان جميل راتب فقد ذاق مـــــ.ـــرارة العيش رغم أن عائلته ميسورة، حيث أنهى المــ.ـــــرحلة التوجيهية في مصر وكان عمـــ.ـــره 19 عاماً ودخل مدرسة الحقوق الفرنسية وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته، لكنه لم يلتحق بالمدرسة وقرر دراسة التمثيل في السر بعيداً عن عائلته التي كانت ترفض عمله بالفن، وبسبب ذلك تم إيقاف المنحة التي كانت تبلغ 300 جنيهاً، وعندما علمت أسرته بالأمـــــ.ـــر قطعت علاقتها به ولكي يستمر في دراسة التمثيل عمل في مهن كثيرة منها “صبي قهوجي” و”شيال” في سوق الخضار و”كومبارس” و”مترجم” و”مساعد مخرج” في فيلم “زيارة السيدة العجوز” لأنطوني كوين والتي مثلها على المسرح في مصر فيما بعد مع سناء جميل.
وكشف جميل راتب في أحد لقاءاته التلفزيونية قائلاً: “كنت شخصاً خجولاً ولم أتحقق إلا من خلال مسرح المدرسة ثم سافرت إلى فرنسا لدراسة الحقوق ثم تركتها ودرست تمثيل، واشتغلت حاجات كتير بعد ما تقــ.ـــطع عني المصاريف فاشتغلت صبي قهوجي وشيال في سوق خضار عشان أحقق حلمي، وأول مرة اسمي على أفيش فيلم في فرنسا كان عيد بالنسبة لي”.
ومن الفنانين الذين اضـــ.ــــطروا إلى العمل بمهن مختلفة قبل عمله في التمثيل ومنها مهنة صبي القهوجي، الفنان سامح حسين والذي كشف خلال لقاء تلفزيوني مع الفنان إدوارد موقفاً طريفاُ حدث معه أثناء عمله في مقهى بميدان الأوبرا قائلاً: “مكنتش بعرف أصب القهوة، وكل مروح أصبها قدام الزبون تتكب وأدفع ثمنها من جيبي، وكنت دائماً أكره أي زبون يطلب قهوة علشان كنت أدفع ثمن 3 فناجين مقابل فنجان واحد”.
كما اضطر الفنان علاء مرسي أحد أبرز نجوم الكوميديا خلال الآونة الآخيرة قبل دخول مجال التمثيل أن يعمل “قهوجي” في إحدى مقاهي الفجالة على الرغم من أنه يعشق التمثيل منذ صغره، وذلك خلال تصريحات له لإحدى البرامج الفنية.
وقال علاء مرسي: “فشلت في اختبارات القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية في أول عام، وقلت لأهلي أني دخلت الكلية.. واضطريت اشتغل قهوجي في إحدى مقاهي الفجالة، ومحدش بيخجل من عمله إلا إذا كان حر امي لكن شغلة القهوجي والنجار وغيرها مش عيب أبداً”.
وأضاف: “اتعلمت من المقاهي، اليقظة وقابلت عمالقة كتير في قهاوي وسط البلد، زي نجيب محفوظ”.