قصة فنان أبـــ.ــــكــــ.ـــى عبدالناصر وتبرع بكل ما يملك لبناء السد العالي. وتقد م جـــ.ـــنازته المشير
تحل اليوم ذكرى انتهاء أعمال بناء السد العالي الـ 50، والذي استمر العمل على إنشائه لمدة 11 عامًا، بداية من عام 1960 وحتى عام 1971، الذي تم افتتاحه به، ليصبح لدينا أضخم بناء هندسي في القرن العشرين، بطول 3600 متر، وعرض قاعدة 980 متر، وعرض قمة 40 مترا، بينما بلغ ارتفاعه 111 مترًا.
أُنشئ السد بتكلفة إجمالية مليار دولار، حصلت مصر على ثلثها من قبل الاتحاد السو فييتي، كما أمم الرئيس جمال عبدالناصر قناة السويس عام 1956، للاستفادة من إيراداتها في تمويل المشروع.
ساعم عدد كبير من المشاهير في بناء السد العالي، كالفنان محمد عوض والذي سافر بفرقته إلى أسوان وأخذ يقدم العروض للعمال المشاركين في بناء السد لسنوات طويلة دون أي مقابل، والفنان علي عبد العال الذي تبرع بكل ما يملك لبناء السد العالي، وسنتعرف في السطور التالية على تفاصيل حياته وتبرعه لبناء السد وتسببه في بكــــ.ــــاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وُلد الفنان على عبد العال الذي عُرف بالفنان البدين عام 1910، لأب يعمل تاجرًا للأسماك وأم أرمينية، التحق بفرقة على الكسار عندما كان في سن المراهقة، وكان أول أعماله السينمائية وهو في عمر 26 عامًا، من خلال فيلم “خفير الدرك”، لتتوالى عليه الأدوار بعد ذلك حتى كُتب اسمه على أفيش ” نور الدين والبحارة الثلاثة”، عام ١٩٤٤.
قدم علي عبد العال الكثير من الأفلام واشتهر بأدوار الخواجة وصاحب التياترو، ومن أبرز أعماله “سي عمر” و”أحمر شفايف”، “بلبل أفندي”، “أنت حبيبي”، “إسماعيل ياسين في البوليس”، “متحف الشمع”، “المفتش العام”.
جمع علي عبد العال الكثير من الأموال من عمله الفني وكذلك من إرثه من والده، الذي ترك له عدد من محلات الأسمال، والتي عمل علي عبد العال بها سنوات طويلة إضافة إلى عمله الفني، ليقرر التبرع بكل ما يملك من ثروة لبناء السد العالي، حتى أنه باع محلاته باستثناء محل واحد فقط.
تقابل على عبد العال مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومنحه جميع أمواله الأمر الذي أبكي عبد الناصر، ليعيش علي عبد العال بعد ذلك على إيراد محل السمك الذي يملكه حتى رحيله عام 1961 إثر إصابته بأزمة قلبية، وذلك عن عمر 51 عامًا، ليتقدم جنازته المشير عبد الحكيم عامر تكريمًا لما فعله لصالح وطنه.