قرر الذهاب إلى الإسكندرية بعدما اشترى أول سيارة في حياته، على الرغــ.ــم من أنه حديث العهد بالقيادة، لا لكي يُحيي إحدى الحفلات الغنائية كما اعتاد في الصيف، ولكن من أجل أن يبحث عن «فوزية».. الحب الجديد الذي ملك على إسماعيل ياسين قلبه وعقله، منذ أن رآها الصيف الماضي ترافق صديقتها زوجة مدير المسرح.
وفور وصوله توجه إلى بيتها وأخذ يرقب المكان وهو يتظاهر بقراءة الجريدة حتى لمحها وهي تخرج، ولكنه لم يستطع أن يفاتحها في شيء؛ فقد منعه الخجل حتى من النطق باسمها، وكرر محاولته في اليوم التالي دون جدوى، حتى اهتدى إلى حل وحيد، وهو أن يتحدث مع صديقتها وتقوم هي بدور الوسيط بينهما، وبالفعل رحبت الصديقة بالفكرة وأسرعت تدعو فوزية لحضور أحد العروض.
فوزية لبت الدعوة وجلس إسماعيل بجانبها لكنه لم يجد فرصةً لمفاتحتها في الأمــ.ـــر، حتى علم أن بعض زملائه الحــ.ــاقدين قد أوشوا به لديها، مؤكدين أنه غير مناسب لها وأنه زير نساء تزوج مرتين في ستة أشهر، وأنه كان يعامل زوجته الثانية بقـــ.ــسوة وكثيرًا ما حبــ.ـــسها في المنزل، وبعدها قرر إسماعيل ألا يدافع عن نفسه، فأيقن أنها ليست من نصيبه، وبعد أيام فاجأته زوجة مدير المسرح بقولها: «فوزية عايزة تقابلك في كازينو شاطئ الإبراهيمية بكرة الساعة 8»!!
وعلى الرغـــ.ـــم من أنه تمنى هذا اللقاء طويلًا، إلا أنه ظلّ متوترًا مما سيحدث في اللقاء، وبعد فترة صمت طويلة عرضت عليه فوزية الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلمه الجديد آنذاك «البني آدم»، وهناك اعترفا لبعضهما البعض بما يُكناه من حب واتفقا على الزواج في القريب العاجل، ولكن من دون علم أســـ.ـرتها التي لم تكن لترضى به إطلاقًا.
اليوم التالي غادر الاثنان إلى القاهرة وبدأت تجهيزات شقة الزوجية بمنطقة العباسية، وبعد انتهاء كل شيء ذهب إلى بيت صديقه مدير المسرح؛ حيث تمكث عروسه وتم الاتفاق على أن يُعقد القران يوم الخميس القادم، ولكن حدث ما كاد يعكر صفو الأجواء بين العروسين; إذ فوجئت فوزية بخبر على صفحات مجلة «الصباح» في نوفمبر 1945، يحمل تكذيبًا للمونولوجست سعاد حسين تنفي فيه إشاعة خطوبتها من إسماعيل يس، مؤكدة أنه قد يكون الحب من طرفه هو، وأن ليس لها علاقة بهذا الموضوع!
و لكن فوزية تفهمت تلك الوشايات التي ذاقتها من قبل وقررت إتمام الزيجة، وبهذا أصبحت الزوجة رقم 3 والأخيرة في حياة نجم الكوميديا إسماعيل ياسين ووالدة ابنه المخرج ياسين إسماعيل ياسين.