أخبار الفن

“زوجة عبدالله محمود “كنت محظوظة به.. و ما فعله عزت العلايلي أثناء مــ.ـرضه لا ينسى..

“كان إنسان من نوع خاص والقرب منه مطمئن”.. هكذا بدأت السيدة حنان البنبي زوجة الفنان الراحــ.ـل عبدالله محمود حديثها لمصراوي، إذ تمــ.ـر اليوم الذكرى الخامسة عشر على رحيلـــ.ـه.

وتابعت: “عبدالله كان إنسان مطمئن سهل التعامل معه، ويشبه الكثير من أدواره، والمكان الذي تواجد به يملؤه بهجة وسكينة، وأنا كنت محظوظة بكوني زوجته”.

وأضافت: “هو كان شخصية معطائة لأبعد الحدود حتى للناس الذي لا يعرفها، ولا أقصد عطاء مادي فقط، ولكن مواقف وكلمات مهذبة ودعم للآخر، وكان لديه عددا من الأفكار الملائكية الفاضلة، عبدالله إنسان لا يعوض”.

وأشارت إلى أن عبدالله محمود أن لا يهتم بالأجر أو اسمه على التتر، وكان يبحث عن قيمة العمل الذي يشارك به، والدليل أنه تعاون في سنوات عمـــ.ـــره القليلة مع كبار المخرجين.

وعن أكثر الأشياء التي كانت تزعـــ.ــــجه، قالت: “ماكنش بيحب اللف والدوران، هو كان إنسان واضح وعشان كدة كان يحب الوضوح ومايحبــ.ـــش أبدا الكــ.ـــــدب أو الخــ.ــــداع”.

أما عن بداية تعارفهما، قالت: “هو هادي أوي وحبيت اهتمامه بيا، وأول مابصيتله عنيه خطــــ.ــــفتني، كان فيها عمق وطيبة وحــــ.ـــزن دفين، وبمجرد لما عرفته اتأكدت إنه شخص مش تافه أو خفيف، هو واحد جواه معاني وقيم ومبادئ كبيرة وجذور”.

وتابعت: “ارتباطنا كان ارتباط روح بروح، وصدق مشاعره جعلني لا أتردد في قبوله كزوج، والحمد لله فقد كان بالفعل زوجا وأبا عظيما”.

وكشفت أنه قبل التعاون مع المخرج رضوان الكاشف حتى دون أن يقرأ الورق، وهذا ما حداث على سبيل المثال في فيلم “عرق البلح”.

وحكت “حنان” قصة مشاركته في “عرق البلح”، قائلة: “من شدة إيمان رضوان الكاشف بموهبة عبدالله، كتب له فيلم عرق البلح، وحينما وافقت جهة منتجة على إنتاج العمل، كان عبدالله قد كبر، فاستعان المخرج الكبير بمحمد نجاتي”.

واستكملت: “عشان هو مش عاوز يتخلى عن عبدالله، كتب أكثر من مشهد في بداية الفيلم، ولم تكن هذه المشاهد موجودة في البداية”.

وتابعت: “هو كان يعتز بعمله مع المخرجين الكبار من بينهــ.ـــــم يوسف شاهين، وعاطف الطيب في سواق الأتوبيس، ومع صلاح أبو سيف في المواطن مصري وكان بطل العمل وسط كبار النجوم، كما شارك مع خيري بشارة”.

وأشارت إلى أن الفنان الراحل كان يسلم أمره لله، ويمشي وراء اطمئنان قلبه، وتدبير الله، لهذا كان مشواره الفني مشرفا.

واستكملت: “كان عبدالله يشعر أنه لم يقد  م كل ما لديه، وعلى الرغم من هذا كان يقد   م عمل أو اثنين فقط في العام، فهو لم يكن يحب زحمة الأعمال، فكان يحبأن يفــــ.ـــرغ نفسه تماما للشخصية التي يقد  مها، وكان يعيش الشخصية بكل تفاصيلها وأبعادها”.

وعن مـــــ.ـرحلة مـــ.ــرضه وإصــــ.ــــابته بمـــ.ـــرض ســــ.ــرطان الد  ماغ، قالت: “عبدالله لم يكن يحب الذهاب للأطباء، وقبل اكتشاف مــ.ــرضه كان يشعر بصــ.ـــــداع دائم ولكنه كان يعتقد أن الأمـــ.ـــــر مجرد آلا  م في الأذن تعاوده كل فترة بسبب حـــ.ـــادث تعرض له في طفولته تسبب في ثقــ.ــب بطبلة الأذن”.

وتابعت: “ماكنش أبدا بيوافق يروح للدكتور، ولما كان يجيله صـــ.ـــداع يقولي بس اعملي مساج في د  ماغي عشان بخف، وبمجرد ما يحس بتحسن يبقى خلاص، ولما لقيته بيكح كحة غريبة طلبت منه نروح للدكتور لكن رفــ.ـض”.

وأضافت: “في أحد الأيام كان أول مــــ.ــرة يطلب من ابننا أحمد أن يذهب معه للتصوير، وفي الطريق طلب منه قيادة السيارة فهو يشعر بدو  خة، ووقتها لم يكن أحمد قد أكمل السابعة عشر من عمــ.ــره، وخاف بسبب عد  م وجود رخصة قيادة لكن عبدالله طمأنه لأنه بجواره”.

وكشفت أنها قررت توصيله “اللوكيشن” بصحبة نجله أحمد، وأخبرها أن والده كان على غير العادة، لم يكن بنفس نشاطه وطاقته، وبعدها اتصل بها ليخبرها أن والده وقــ.ــع مغشيا عليه أثناء التصوير.

وتابعت: “اعتقد الطبيب أن لديه التهـ.ــابات في الأذن الوسطى، فذهبنا لدكتور أنف وأذن وحنجرة وطلب عمل أشعة مقطــ.ـعية ، وبعدها طلب مني أن أحضر وحدي، وعلمت وقتها أنه مصــ.ـــــاب بســ.ــــرطــ.ـــان من الدرجة الرابعة بحجم كبير”.

واستكملت: “تعجب الطبيب وقتها كيف تحمل كل هذه الآ  لام، وطلب إجراء عمــ.ـلية على الفور، وذهبنا ولم نخبره بحقيقة مـ.ــرضه”.

وكشفت عن دور الفنان أشرف زكي، قائلة: “كلمته قلتله يا أشرف الموضوع كذا، وفضل ثواني كدة مش مستوعب، وقالي إنتِ بتتكلمي عن مين، قلتله عبدالله، قالي عبدالله مين، إحنا كنا مع بعض في الصيف والمسرح، وجاتله حالة هيستيرية وقالي هكلمك كمان 10 دقايق”.

وتابعت: “انتقلنا لمستشفى المخــ.ـــابرات على الفور، وبعد إجراء العملية وفي اليوم الثاني تحديدا، طلب مني أن يشرب سيجارة، ووقتها أخبره الطبيب بحقيقة مـــ.ــــرضه”.

وعن هذه اللحظة، قالت: “ظل لمدة نصف ساعة يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، يقيني بالله يقيني، وكلنا كنا نقف في حالة صـــ.ــمت، وبعدها قال خلاص بلاش سجاير حتى كانت بتخليني أكح”.

وأوضحت أنها رافقته في رحلة مـــ.ـــرضه لمدة 6 أشهر، لمست خلالها حب الناس وأصدقائه من الفنانين، خاصة في مرحلة الانتقال من مستشفى المنيل لمعهد ناصر.

وأضافت: “كل أصدقائه كانوا بييجوا يزوروه كأنه في راجع من الحج، ومثلا أستاذ عزت العلايلي كان يجي يحلقله شعره ودقنه، وكان بيحمسه عشان معنوياته وكان يرجع الكرسي براسه لورا ويغسله شعره”.

وأكدت أنه كان مستسلما لقـــ.ــضاء الله، وكان يقبل أي اقتراح نطرحه عليه وقتها، وخوفا على نفسيته بعد سقــ.ــــــوط شعره من جلسات الكيـــ.ــماوي، اقترحت أن يحلق شعره مثل الممثل العالمي يول براينير.

واختتمت حديثها قائلة: “كنت أشعر أنه ابني البكري، وحتى الآن أفتـــ.ـــقده وأدعو الله أن يرحمه بقدر ما كان إنسانا حنونا طيبا”.

ورحل النجم الكبير عبدالله محمود عن عالمنا في 9 يونيو 2005، عن عمر يناهز 40 عاما، بعدما ترك عدة أعمال لا تنسى أبرزها “المـــ.ـــصير”، “عرق البلح”، “الطوق والأسورة”، “المواطن مصري”، وغيرها من الأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى