أخبار الفن

“مين البنت الحلوة دي؟”

في لحظة عابرة، تختطفنا هذه الصورة إلى زمن آخر؛ زمن البراءة والجمال الهادئ. من تكون هذه الطفلة ذات العينين الواسعتين والملامح الرقيقة؟ إنها ليست مجرد فتاة عادية، بل هي “فاتن حمامة” – سيدة الشاشة العربية، في بدايات العمر.

ما بين جدائل الشعر ووقفة الخجل الراقية، نلمح بدايات الموهبة التي ستحفر اسمها في تاريخ الفن العربي. نظرتها في الصورة لا تشي فقط ببراءة الطفولة، بل تحمل شيئًا من العمق والتأمل، وكأنها كانت تعرف أن مستقبلاً استثنائيًا ينتظرها.

وُلدت فاتن حمامة في 27 مايو عام 1931 بمدينة المنصورة، ونشأت في أسرة مصرية متوسطة. كان والدها موظفًا في وزارة التعليم، وقد شجّع موهبتها بعد أن لمس فيها شيئًا مميزًا. كان أول ظهور لها على الشاشة وهي في التاسعة من عمرها، وذلك في فيلم “يوم سعيد” عام 1940 أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، بعد أن أُعجب بها المخرج محمد كريم الذي اختارها من بين عشرات الأطفال لتؤدي هذا الدور.

ومنذ تلك اللحظة، بدأ نجم فاتن يسطع. التحقت بالمعهد العالي للتمثيل في القاهرة، وتخرجت منه لتواصل مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من ستة عقود، وقدّمت خلالها أكثر من 100 عمل سينمائي، تُوّج العديد منها بجوائز محلية وعالمية.

هذه الصورة ليست فقط ذكرى من الماضي، بل شهادة على بداية قصة حب بين جمهور الوطن العربي ونجمة صنعت من الفن رسالة، ومن الأداء حياة.

فـ”مين البنت الحلوة دي؟”… هي الحلم حين يولد صغيرًا، ويكبر ليصبح أسطورة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى