أخبار الفن

فاطمة رشدي.. فنان أشهر إسلامه ليتزوجها وأهداها يوسف وهبي “بروش ألماظ”

رغم ملامح الكِبر التي ارتسمت على وجهها -في لقاء نادر- بحكم تقدمها في السن، تجدها تشـــ ـــتعل حماسًا وتدب فيها طاقة شابة في الثلاثين من عمرها، بمجرد أن تحكي عن الفن والتمثيل وتروي كيف دخلت هذا المجال حتى أصبحت واحدة من رائداته، يزيد حماسها ويتقد ذهنها فتردد مشاهد كاملة من أدوار أدتها على خشبة أبو الفنون قبل عشرات السنين، هي “صديقة الطلبة” كما أطلق عليها الكاتب مصطفى أمين وأصدقاؤه في فترة مراهقتهم، والتي حملت لقب “سارة برنار الشرق” الفنان الراحلة فاطمة رشدي.

تحكي فاطمة في لقاء نادر مع برنامج “دفاتر الأيام”، كيف التقت وعمرها لا يتجاوز العشر سنوات بالفنان نجيب الريحاني، بعدما جاءت إلى القاهرة قادمة مع أسرتها من الإسكندرية، وغنت أمامه دور للفنانة فتحية أحمد، وحازت إعجابه، وبعدها تعرفت على الممثل والمؤلف المسرحي الكبير عزيز عيد، والذي تولى مسألة تجهيزها للفن بإحضار مدرسين للغة العربية وشيخ من الأزهر ليحفظها القرآن الكريم حتى تجيد النطق، وقدمها بعد سنتين من الدراسة لصديقه الفنان يوسف وهبي، والذي كان آنذاك قد افتتح مسرحه “مسرح رمسيس”.

تقول فاطمة “دخلت المسرح لقيت عالم وجيه، تياترو شيك ومناظر وممثلين من أرقى ما يمكن. بدأت اخد أدوار صغيرة وتولاني عزيز عيد، وكان في الفرقة ممثلة عظيمة لم يأت مثلها وهي السيدة روز اليوسف كانت واخدة الأدوار الأولى، وفي يوم أسند لي يوسف بك وهبي دور في رواية (النسر الصغير)، ومنحني بسبب إجادته بروش من الألماظ، بعد خروج روز اليوسف من الفرقة حللت محلها ومثلت جميع الأدوار، وعزيز عيد أسلم وتزوجني”.

تتابع وهي تقف أمام مسرحها الذي حمل اسمها “قالوا عني سارة برنار الشرق، وخدت جوايز من ملوك وجمال عبدالناصر اداني الوسام من الدرجة الأولى”. كما قال عنها الكاتب الكبير مصطفى أمين في الفيديو “كنا معجبين بفاطمة رشدي ونضع صورتها على أغلفة مجلة التلميذ والأقلام، سميناها صديقة الطلبة، وهي سيدة مكافحة كسبت حوالي مليون جنيه في تلك الأيام وأنفقتها على المسرح”.

أسست فاطمة فرقة تحمل اسمها ونافست فرقة يوسف وهبي، مؤكدة أن رغم المنافسة لم تنكر أبدًا أفضاله عليها، ولافتة إلى أن “أمير الشعراء” أحمد شوقي أهداها جميع رواياته مجانًا.

ينتهي اللقاء مزينًا بصوت الفنانة سميرة عبد العزيز، وتقول ما كتبته فاطمة رشدي في مذكراتها عن نفسها: “عشت حياة حافلة بما بها من أحداث وذكريات من فرح غامر وسعادة بالغة وأحيانا يأس قاتل هذه الحياة لو خُيرت بينها وبين حياة القصور لفضلت الأولى لأن أحب الفن، ولا زلت أحبه وسأظل أحبه حتى أخر العمر”، وتضيف سميرة “اسم فاطمة رشدي كان عنوانًا لنهضة مسرحية عظيمة. وكانت رائدة من رائدات السينما المصرية والعربية، وهي عاشقة متبتلة في محراب الفن العظيم”.

فاطمة رشدي ولدت في 15 نوفمبر عام 1908 في محافظة الإسكندرية، وتوفيت في 23 يناير عام 1996، عن عمر يناهز 88 عامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى